تباطؤ التضخم بمنطقة اليورو والأنظار تتجه لاجتماع المركزي الأوروبي غدا

من المحتمل أن يرفع البنك سعر الفائدة 50 نقطة أساس في فبراير ومارس تليها زيادة أخيرة بمقدار 25 نقطة أساس في مايو

تباطأ التضخم في منطقة اليورو بأكثر من المتوقع، مما سيشعل نقاشاً حاداً في البنك المركزي الأوروبي حول المقدار الذي يجب أن يرفع به أسعار الفائدة.

بلغ معدل التضخم في يناير 8.5%، وفق ما كشفه “يوروستات” اليوم الأربعاء، أي أقل من تقديرات الاقتصاديين بالتباطؤ بمقدار 8.9%.

جاء تباطؤ التضخم للشهر الثالث على التوالي مدفوعاً بأسعار الطاقة، لكن مقياس التضخم الأساسي -الذي يستثني العناصر المتقلبة- ظل عند أعلى مستوياته على الإطلاق عند 5.2%.

وبحسب بلومبرج ، قد تشجع البيانات المسؤولين، الأقل جرأة ، في البنك المركزي الأوروبي، الضغط من أجل تخفيف وتيرة رفع أسعار الفائدة بعد الزيادة المتوقعة على نطاق واسع بواقع نصف نقطة يوم الخميس.

ويمكن للمسؤولين الأقل تشدداً الإشارة إلى انخفاض أسعار الغاز الطبيعي وسط الشتاء المعتدل نسبياً، بالإضافة إلى التوقعات بتوجه الاحتياطي الفيدرالي بإقرار خفض أقل حدة، والتوقف المؤقت في دورة التشديد النقدي لبنك كندا.

لكن على الناحية الأخرى، يقلق المسؤولون الأكثر تشدداً بشأن ارتفاع الأجور، وركزوا على عناد التضخم الأساسي.

وحذّرَت كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي في ديسمبر من “وجود سبب وجيه للاعتقاد” بأن أرقام التضخم في أول شهرين من 2023 قد تكون أعلى.

وقد تؤدي الأوضاع الاقتصادية الأفضل إلى تقوية ضغوط الأسعار.

وأشارت البيانات هذا الأسبوع إلى أن اقتصاد منطقة اليورو سوف يتفادى الركود، في الوقت الذي تتعافى فيه الصناعة التحويلية، وثبتت البطالة عند مستوى قياسي منخفض في ديسمبر.

وارتفعت مستويات عدم اليقين بشأن التضخم بالفعل بسبب التعديلات السنوية في كيفية حساب التغييرات، فضلاً عن التحولات في كيفية حماية بعض الحكومات للأُسَر والشركات من ارتفاع تكاليف الطاقة الذي أعقب الغزو الروسي لأوكرانيا.

 

وباتت الصورة أكثر غموضاً، خصوصاً بعدما قال الإحصائيون في ألمانيا إنّ مشكلات فنية أدت إلى عدم تمكنهم من تقديم أرقام شهر يناير كما كان مقرر لها هذا الأسبوع ، وبدلاً من ذلك، وضع “يوروستات” تقديراته الخاصة لأرقام أكبر اقتصاد في أوروبا.

وترجح البيانات الإجمالية أن “يوروستات” قد تكون وضعت تباطؤاً حاداً لبيانات ألمانيا، فيما توقع المحللون ، الذين شملهم الاستطلاع قبل الإعلان عن التأجيل ، ارتفاعاً طفيفاً.

وستعلن ألمانيا عن أرقامها في وقت ما الأسبوع المقبل ، ومن المقرر أن تصدر “يوروستات” قراءتها النهائية للتضخم في 23 فبراير.

من غير المرجح أن تتضح نتائج أكثر موجة تشديد نقدي جرأة في تاريخ البنك المركزي الأوروبي بالكامل قبل النصف الثاني من العام.

وسينصبّ الاهتمام هذا الأسبوع على لاجارد، ورؤيتها لما سيحدث في اجتماع مارس وما بعده.

ومن المحتمل أن يرفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة 50 نقطة أساس في فبراير ومارس، تليها زيادة أخيرة بمقدار 25 نقطة أساس في مايو، وفقًا لاستطلاع أجرته بلومبرج للاقتصاديين، توقع بلوغ سعر الفائدة على الودائع عند 3.25%، ارتفاعاً من 2% الآن.

وقالت لاجارد في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الشهر الماضي إنّ المسؤولين “سيواصلون مسارهم لضمان عودة التضخم في الوقت المناسب إلى هدفنا” البالغ 2%.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى