بلومبرج: خفض مرتقب لبرامج التحفيز الأمريكي يمنح مصر فرصة الإبقاء على الفائدة المرتفعة

يبدو أنَّ مصر مهيَّأة للإبقاء على أعلى سعر فائدة حقيقي في العالم، اليوم الخميس، استعداداً لحماية نفسها من التأثير المحتمل لخفض بنك “الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي” لبرنامج التحفيز المالي على الأسواق الناشئة، بحسب بلومبرج

وبعد خفض مجموع 400 نقطة أساس العام الماضي، سيأخذ البنك المركزي في اعتباره تشديد السياسة النقدية المتوقَّعة في الاقتصادات المتقدِّمة، وهي خطوات يمكن أن تقوِّض جاذبية ديون الدولة الواقعة في شمال إفريقيا بالعملة المحلية للمستثمرين الأجانب.

توقَّع جميع خبراء الاقتصاد الـ 13 الذين شملهم الاستطلاع من قبل وكالة “بلومبرج” أنَّ لجنة السياسة النقدية ستبقي على سعر الفائدة القياسي على الودائع عند 8.25 %، وسعر الفائدة على الإقراض عند 9.25 % للاجتماع السابع على التوالي.

وقال محمد أبو باشا، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي في بنك الاستثمار “المجموعة المالية- هيرميس”، ومقرّه القاهرة: “وسط حالة عدم اليقين على الصعيد العالمي، وبيئة التضخم المحلي المستقرة إلى حدٍّ كبير، نتوقَّع إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير حتى شهر يونيو 2022”.

أوضح أنَّه في حين ألقت أحدث تقارير الوظائف الأمريكية بظلالٍّ من الشك حول موعد حدوث الخفض التدريجي لبرنامج التحفيز المالي، فمن المرجح أن يظلَّ البنك المركزي قلقاً بشأن الخطوة التالية لبنك “الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي”.

وتقدِّم مصر أعلى سعر فائدة حقيقي – الفارق بين معدل الفائدة الأساسي ومعدلات التضخم – بين أكثر من 50 اقتصاداً تتعقَّبهم وكالة “بلومبرج”.

وجعل هذا التصنيف ديونها مفضَّلة للمستثمرين الأجانب الذين يمتلكون حوالي 33 مليار دولار من السندات المحلية وسندات الخزانة، وهو واقٍ مهم للدولة العربية، إذ تنتظر السياحة التعافي الكامل من وباء فيروس كورونا.

أضاف أبو باشا: “خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي التدريجي لبرنامج التحفيز المالي سيعلن بداية نهاية بيئة أسعار الفائدة المنخفضة التي أفادت الأسواق الناشئة على مدى العقد الماضي”.

قد يفرض هذا التغيّر بعض التحديات على الأسواق الناشئة، لا سيَّما تلك التي اعتمدت بشدَّة على تدفُّقات رأس المال لتمويل عجزها المزدوج.

وتمكَّن التضخم المحلي من تجاوز ارتفاعات الأسعار العالمية، ومن المرجح أن يظلَّ ضمن النطاق المستهدف للبنك المركزي بنسبة 5-9 %هذا العام، في حين أنَّ ذلك يمنح السلطات من الناحية النظرية مساحةً لإجراء أول تخفيضات لها في عام 2021، كما يظهر المحللون قلقاً بشأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي له الأولوية القصوى.

وقال سايمون ويليامز، كبير خبراء الاقتصاد في شركة “أتش أس بي سي هولدينغز بي إل سي” لمنطقة وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في رسالة: “يستمر العائد المرتفع في جذب تدفُّقات محفظة الاستثمار الخارجية، والتي من المرجح أن تظلَّ مصدراً مهماً للتمويل حتى تتراجع ضغوط الحساب الجاري”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى