بروفايل : لبنى هلال أول سيدة تشغل منصب نائب محافظ البنك المركزى فى مصر

صنفت عام 2017 في قائمة النساء الأقوى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من مجلة فوربس الشرق الأوسط وحصلت على المركز الثالث ضمن قائمة السيدات الأكثر تأثيرا في القطاع الحكومي

 

لبنى هلال نائب محافظ البنك المركزى المصرى ، أول سيدة تشغل هذا المنصب فى مصر على الإطلاق.

تشغل لبنى هلال أيضا عضوية لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزى المصرى ، وعضو المجلس القومى للمدفوعات برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

عملت لبنى هلال عضوا في مجلس إدارة الشركة المصرية للإتصالات ، وتولت رئاسة مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة المصرية لإعادة التمويل المصري العقاري ، وعضو في المجلس التنسيقي للبنك المركزي.

كما تولت منصب رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لضمان مخاطر الإئتمان ، ورئاسة الإتحاد المصري للتمويل العقاري ، كما عملت كخبيرة اقتصادية في مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون ، ونائب لرئيس المعهد المصرفي المصري.

أشرفت لبنى هلال على إعداد وتنفيذ برنامج التطوير وإعادة هيكلة القطاع المصرفى بمرحلتيه الأولى والثانية منذ عام 2004 حتى امتدت إلى عام 2011م، كما مثلت البنك في العديد من المؤسسات المصرفية  ، منها عضويتها في مجلس إدارة المصرف العربي الدولي، والمصرف المتحد، وبنك الاستثمار القومي، والصندوق الاجتماعي للتنمية.

لبنى هلال تم اختيارها كثانى أقوى شخصية نسائية في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ، ضمن قائمة مجلة فوربس لأقوى 100 شخصية نسائية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2016.

كما صنفت أيضا في 2017 ، في قائمة النساء الأقوى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيامن المجلة نفسها ، وحصلت على المركز الثالث ضمن قائمة السيدات الأكثر تأثيرا في القطاع الحكومي.

قالت عنها مجلة فوربس الشرق الأوسط أنها إعتادت على صنع الإنجازات المؤثرة وتخطي العقبات .

ففي عام 2011 ، كانت أول امرأة تشغل منصب نائب محافظ البنك المركزي المصري .بعد ذلك بعامين، أصبحت أول امرأة تستقيل من هذا المنصب أيضاً. لكنها لم تبتعد طويلاً، ففي عام  2015، عينت من جديد في المنصب ذاته.

وقبل استقالتها عام 2013 ، أمضت عقدًا من الزمن تقريباً في البنك المركزي المصري، وخلال ذلك مر الاقتصاد المصري بالأزمة المالية العالمية عام 2008 ، فضلاً عن الثورة التي أثرت على اقتصاد البلاد.

وهي تثني على الإصلاحات المصرفية التي نفذها البنك المركزي خلال تلك الأعوام، لأنها ساعدت مصر على الصمود في وجه التقلبات.

منذ عودتها الى البنك المركزي المصري عام 2015 ، وجدت لبنى هلال نفسها من جديد وسط أوضاع اقتصادية غامضة، فمصر تعاني تضخماً متزايداً، وهذا جزء من صراع اقتصادي أكبر ، والبنك المركزي المصري، بوصفه السلطة النقدية في مصر، يعد أحد أهم المؤسسات التي تواجه تلك الأوضاع العصيبة وتحاول التغلب عليها.

طارق عامر محافظ البنك المركزى المصرى مع نائبيه جمال نجم ولبنى هلال
طارق عامر محافظ البنك المركزى المصرى مع نائبيه جمال نجم ولبنى هلال

تقول لبنى هلال “من منظور السياسة النقدية، يتركز اهتمامنا في الوقت الراهن على التضخم”. وهي إحدى الشخصيات التي تقود مهمة اجتثاثه، بحسب فوربس ، من حيث المسمى الوظيفي الرسمي الذي تمثله “نائب المحافظ للاستقرار النقدي”. كما تقدم تقاريرها إلى محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر، وتعمل إلى جانب جمال نجم، الذي يشغل منصب نائب المحافظ أيضاً.

وبدورها تعد مسؤولة عن السياسة النقدية للبنك المركزي المصري، وإدارة الاحتياطي، وتقنية المعلومات والبحوث والعمليات والعلاقات الخارجية.

في حين لا يبدو أن تلك الضغوط كلها تؤثر عليها في الحقيقة، بل إنها تعطي انطباعاً بأنها تستمتع به.

فعندما أتيحت لها فرصة العودة إلى البنك المركزي المصري عام 2015 وتولي المسؤوليات الجسيمة التي تقتضيها من جديد، تركت وراءها وظيفة مريحة في القطاع الخاص. تقول هلال ” أؤمن أن المرء حين يتعرض للتحدي يستنهض أفضل ما فيه، فضلاً عن الأشخاص الذين يعملون معه”.

لبنى هلال يبدو عليها الهدوء أثناء حديثها  فصوتها لين وواثق، وتختار كلماتها بعناية، حتى أنها تصمت قليلاً بين حين وآخر لإيجاد الكلمة المناسبة التي تبحث عنها.

وبحسب فوربس ، فإن هذا نوع من الرصانة يفترض أنها خدمتها جيدًا في التعاطي مع مشكلات عدة خلال مسيرتها المهنية.

 

ولدت لبنى هلال في ألمانيا ، ودرست مرحلة الثانوية في مصر قبل التحاقها بالجامعة الأميركية في القاهرة، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية ، ثم نالت بعد ذلك درجة الماجستير في الاقتصاد من نفس الجامعة.

وفي حين لم تطمح إلى العمل في المصارف بوصفه خيارًا أولياً، أرادت دخول عالم السياسة، والعمل في المجال الدبلوماسي. لكنها تزوجت بعد تخرجها بفترة وجيزة.

تتذكر لبنى هلال ذلك قائلة “الدخول إلى الحقل الدبلوماسي كان صعباً، فعائلتي كانت ستضطر إلى مصاحبتي في أرجاء العالم كله”. لكن بدراستها لعلم الاقتصاد، شعرت أن مجال المصارف بديل منطقي. ولم تعلم في حينها أن دخول مجال المصارف سيتيح لها يوماً ما لعب دور مهم في سياسات مصر.

بدأت لبنى هلال مسيرتها المهنية بالعمل في سلسلة من البنوك في مصر، أولها كان البنك العربي الأفريقي الدولي حيث عملت في قسمه الخاص بالاستثمار والتمويل الدولي ، ثم عملت لدى البنك المصري الأمريكي في قسم الأسواق المالية.

وفي عام 1996 ، انتقلت إلى EFG-Hermes   ، حيث أصبحت أول مديرة تنفيذية للصيرفة الاستثمارية ، بعد ذلك قادت فريقاً من المصرفيين الاستثماريين، وتخصصت في عمليات الدمج والاستحواذ وإنشاء أدوات الدخل الثابت وتحويل الأصول إلى أوراق مالية ، لكنها ما لبثت أن غادرته لتنضم إلى البنك المركزي المصري عام 2004.

وكان دورها الأول في البنك رئاسة وحدة إصلاح قطاع البنوك ، ولكونها رائدة في قطاع البنوك المصرية ، رسخت مكانتها في السنوات التالية كشخص مؤثر في هذا القطاع .

تتذكر لبنى هلال أن سنواتها الأولى في البنك المركزي، تزامنت مع حقبة من الإصلاحات في قطاع البنوك المصري، تمثلت بإعادة الهيكلة والدمج والاستحواذ وتغيير هيكل رأس المال للمصارف ، وغير ذلك.

وفي هذه المرحلة أدت هلال دورًا نشطاً وأسهمت في هذا التغيير؛ فكانت مسؤولة عن تطوير وتنفيذ برنامج إصلاح واسع لقطاع البنوك.

كما أشرفت على برنامج اندماج قلص عدد البنوك في مصر من 57 إلى 39 مصرفاً. ونسقت تسوية قروض متعثرة لمؤسسات مملوكة للدولة مع بنوك مملوكة للدولة ، وعلاوة على ذلك، صممت وفاوضت على قروض تنموية بقيمة 2 مليار دولار مع البنك الدولي، وبنك التنمية الأفريقى ، لإعادة تمويل البنوك المملوكة للدولة.

كما وضعت لبنى هلال وأدارت برنامج تسهيل الحصول على التمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

وترى لبنى هلال أن الإصلاحات الإجمالية التي أجراها البنك المركزي خلال تلك السنوات، كانت مهمة في تعزيز قطاع المصارف قبيل تقلب وشيك.

حصلت لبنى هلال على ترقية في أواخر عام 2011 وشغلت منصب نائب محافظ ، لكن ربما كان زمن هذه الترقية غير مناسب ، في ظل التقلبات التي أعقبت الثورة، فبعد رحيل فاروق العقدة، محافظ البنك المركزي المصري لمدة طويلة في 2013 ، اختارت أن تحذو حذوه، وعادت إلى القطاع الخاص. وانضمت للشركة المصرية لإعادة التمويل المصري العقاري ، حيث أصبحت رئيسة مجلس الإدارة والمديرة العامة.

ثم اختيرت لتكون أول رئيس للاتحاد المصري للتمويل العقاري ، لكن عملها هذه المرة كان محدودًا بفترة وجيزة أيضاً.

وبعد عامين فقط على استقالتها واستقرارها في القطاع الخاص، عين مجلس إدارة جديد في البنك المركزي ، وعينت لبنى هلال نائباً للمحافظ مرة أخرى.

تقول: “أعتقد أن الكثير من التقدم الذي حدث في هذه المؤسسة كان ممكناً بسبب العمل الجماعي” ، وهذا من أهم الدروس التي تعلمتها خلال سنوات من العمل في البنك المركزي.

تضيف: “ما كان للنجاح أن يتحقق من خلال شخص واحد بل عبر الفريق كله وعقليته الجماعية وفلسفته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى