تراجعات كبيرة في سعر الليرة اللبنانية بعد اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة
شهد سعر الليرة اللبنانية انهياراً كبيراً في سوق الصرف الموازية اليوم متأثرة بقرار سعد الحريري رئيس تيار المستقبل اللبناني باعتذاره عن تكليفه بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بعد تعثر في التشكيل دام لأكثر من 8 شهور بسبب خلافات بين الحريري وبين رئيس الجمهورية ميشال عون حول تسمية عدد من الوزراء.
ووصل متوسط سعر بيع الدولار الأمريكي إلى 21500 ليرة للدولار الواحد، فيما بلغ متوسط سعر الشراء 21300 للدولار وذلك بعد أن كان متوسط سعر البيع صباح اليوم 19300 ليرة للدولار الواحد والبيع 19350.
ومن المتوقع أن يستمر التراجع في سعر العملة المحلية اللبنانية في ضوء انعدام فرصة تشكيل حكومة جديدة خلال الفترة الحالية، إذ يتطلب الأمر سلسلة من الاستشارات النيابية للاتفاق على اسم جديد يتولى تشكيل الحكومة، فيما تستمر الحكومة المستقيلة في مهمة تصريف الأعمال بمهام محدودة للشهر الثاني عشر على التوالي منذ استقالتها في العاشر من أغسطس الماضي.
وتأتي التطورات السياسية لتعمق من الأزمات الإقتصادية المركبة التي تشهدها البلاد والتي صنفها البنك الدولي أنها ضمن أسواء 3 أزمات في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، حيث يتواصل الانهيار الاقتصادي في البلاد مع وجود أكثر من سعر صرف للدولار، حيث يظل السعر الرسمي في المعاملات الرسمية بالبنوك عند 1507 ليرة للدولار بينما يصل إلى 3900 لأصحاب الحسابات البنكية والودائع، بينما يصل إلى 12000 على المنصة الإلكترونية الحكومية صيرفة للتحويلات البنكية، وفي عدد من الصرافات يتراوح ما بين 15000 و17000 للدولار الواحد.
وعلى المستوى المعيشي، تتواصل الازمات بدء من أزمة النقص الحاد في الوقود والكهرباء ونقص الأدوية وخصوصا أدوية الأمراض الخطيرة والمزمنة وألبان الأطفال وعدد من السلع الأساسية، فضلا عن الارتفاع غير المسبوق في أسعار العديد من السلع.
وكان سعد الحريري قد تقدم اعتذاره في وقت سابق اليوم عن تشكيل الحكومة وذلك بعد قرابة 9 أشهر من تكليفه بتشكيل الحكومة إثر استشارات نيابة ملزمة.
جاء ذلك في كلمة له عقب اجتماعه بالرئيس اللبناني ميشال عون اليوم بقصر بعبدا، مؤكدا أن الرئيس عون طلب تعديلات جوهرية على التشكيل الحكومي الذي تقدم به الحريري أمس، مشددا على أن الوضع لم يتغير.
وقال سعد الحريري إنه اجتمع مع الرئيس عون اليوم للتشاور بشأن التشكيل الجديد للحكومة، مؤكدا أن عون طلب تعديلات جوهرية بالتشكيل، كما دار نقاش حول الأمور المتعلقة بالثقة وتسمية الوزراء المسيحيين.
وأضاف الحريري أنه من الواضح أن موقف عون لم يتغير، معتبرا أنه لن يمكن من الإتفاق مع الرئيس اللبناني.