“بازل” تحذر البنوك من التوسع في سوق العملات المشفرة

حذَّرت الجهات التنظيمية خلال الشهر الحالي البنوك التي تتطلَّع إلى التوسُّع في عالم العملات المشفرة في محاولةِ لتذكيرها بشكل واضح بالمخاطر التي تنطوي على ذلك التوسُّع ، بحسب بلومبرج.

وأعلنت لجنة “بازل” للرقابة على البنوك في 10 يونيو عن تخطيطها لإضافة “بتكوين” لقائمة المنتجات المشفَّرة الأخرى التي يتعيَّن على البنوك في حالة الاحتفاظ بها الامتثال لمتطلَّبات رأسمالية متشدِّدة.

وقال مسؤولو تحديد معايير الامتثال باللجنة، إنَّ توسُّع البنوك بشكل كبير في تلك السوق المضطربة يحمل مخاطر واسعة على استقرارها المالي.

وتتزامن تلك التحذيرات مع تزايد إقبال واهتمام العملاء بتلك الأصول؛ ذلك الاهتمام الذي يدفع بنوكاً، مثل: “جيه بي مورجان”، و”جولدمان ساكس”، و”مورجان ستانلي” لتتنافس فيما بينها لمنحهم أفضل الحلول لكيفية التعرُّض لتلك الأصول المزدهرة والمضطربة في الوقت نفسه.

وقد شهد العام الجاري تخطيط المزيد من البنوك لكيفية التوسُّع في تقديم عروض لتلك الأصول، حتى مع الإبقاء على الحذر وفقاً للتحليل الذي أجرته بلومبرغ للعروض التي يقدِّمها عدد من بين أكبر البنوك العالمية؛ وفي حين يقدِّم العديد من تلك البنوك خدمات العقود الآجلة للعملات المشفَّرة في الوقت الحالي، إلا أنَّ معظمها ابتعد إلى حدٍّ كبير عن تقديم الخدمات الأخرى.

وفي شهادة أمام الكونجرس في وقت سابق من هذا الشهر، قال ديفيد سولومون الرئيس التنفيذي لبنك “جولدمان ساكس”، إنَّ هناك قيوداً تنظيميةً على تداول البنك في العملات المشفَّرة أو امتلاك أغلب العملات.

وتابع سولومون: “نقدِّم خدمات تداول العقود الآجلة لـ”بتكوين“، وكذلك المشورة للعملاء، وخاصة المؤسسات والأفراد أصحاب الملاءة المالية العالية الراغبين في ذلك النوع من الانكشاف، برغم ذهابهم في الغالب لأماكن أخرى لتنفيذ تلك الانكشافات”.

وقد يصبح الارتباط بمقدِّمي الخدمات الآخرين هو القاعدة.

ومن جانبه قال دانييل بينتو رئيس الخدمات المصرفية والاستثمارية للشركات في “جي بي مورجان”، إنَّ استراتيجية البنك الخاصة بالأصول المشفَّرة تتبع طلب العملاء.

وكان بينتو قد قال في إبريل الماضي خلال مقابلة مع “بلومبرج نيوز”، إنَّ ذلك قد يعني إمكانية عقد شراكة مع بورصة، مثل “كوين بيس جلوبل” للعمل كأمين حفظ فرعي في حالة طلب العملاء المؤسسيين ذلك.

والانكشاف على العملات المشفَّرة ليس لضعاف القلوب، فقد قفزت “بتكوين” من حوالي 10000 دولار في سبتمبر الماضي إلى نحو 65000 دولار في منتصف إبريل؛ ثم عادت الأسعار لتنهار في مايو إلى حدود 30 ألف دولار بسبب تضييق الجهات التنظيمية، مع فرضها لقيود أكثر صرامة على تداول العملات المشفَّرة في الصين، بالتزامن مع انتقاد إيلون ماسك التكلفة الباهظة للطاقة المستخدمة في تعدين “بتكوين”.

وقد سارعت البنوك إلى تبني تكنولوجيا “بلوكتشين” الأساسية، والداعمة للأصول المشفَّرة. فقد كان “جيه بي مورغان” ولوقت طويل من أكبر المؤيدين لـ”إثيريوم” التي تمثِّل أكثر تقنيات “بلوكتشين” استخداماً على مستوى العالم، الذي يتمُّ الاعتماد عليها (إثيريوم) في إنجاز المهام المطلوبة باستخدام تقنية “بلوكتشين” لإبرام العقود الذكية التي يستحيل استخدامها مع “بتكوين”.

ومثال على ذلك، يستخدم “جيه بي مورجان” تقنية “الإيثريوم” الخاصة بالبنك لإبرام اتفاقات إعادة الشراء لليلة واحدة؛ إذ يتمُّ استبدال سندات الخزانة الأمريكية الرقمية بعملة “جيه بي مورغان كوين” التي تمثِّل نسخة البنك الخاصة من الدولار الرقمي. ويذكر أنَّ البنك يعقد اتفاقات إعادة شراء لليلة واحدة بما يفوق مليار دولار يومياً.

لا يوجد إجماع حتى الآن حول أفضل طريقة لتقديم خدمات الانكشاف على الأصول المشفَّرة.

وقال جيمي ديمون من “جيه بيه مورغان” في جلسة استماع بالكونجرس هذا الشهر، إنَّ البنك لا يوجه العملاء، ويحدد لهم ما يجب أن يفعلوه بأموالهم، لكنَّه يؤكِّد على أهمية توخي الحذر.

وتابع ديمون: “نريد إعدادها بطريقة نعتقد أنَّها آمنة ومناسبة لهم. وما زلنا نعمل على ذلك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى