محمد عبد العال يكتب .. أخيراً .. الفائدة على الدولار صفرية

وهكذا وَحْدَ فايروس كرونا ، بين وجهات النظر االتى كانت مختلفة بين الرئيس ترمب ومحافظ البنك المركزى الأمريكى فيما يتعلق بمستويات سعر الفائدة على الدولار الأمريكى ، حيث أعلن المركزى الأمريكى منذ قليل إجراءات جديدة تطبق فوراً وذلك لمواجه التداعيات الاقتصادية السلبية المحتملة ، من جراء كورونا ، على معدل النمو الاقتصادى ومعدل البطالة.

ومن أهم القرارات التى أعلنتها لجنة السياسة النقدية الامريكية تخفيض الفائدة على الدولار الأمريكى ، الى ادنى مستوى ممكن ان تخفض الية اى قرب الصفر اى ان الفائدة على الدولار الآن صفرية.

هذا القرار يحفز المنتجين الأمريكيين ورجال الاعمال على الاقتراض لتمويل التوسع فى أنشطتهم القائمة والجديدة وتمويل الصناعات البديلة للسلع الصينية التى توقفت ، وزيادة عرض الانتاج لإحداث التوازن بين العرض والطلب حفاظاً على استقرار الأسعار ومعدلات التضخم المستهدفة وتجنب اى ركود يؤثر سلبياًعلى مستويات العمالة.

من ناحية اخرى يدفع هذا القرار المودعين من القطاع العائلى الأمريكى للبحث عن استثمارات اخرى تحقق لهم عوائد اكبر من الصفر فيتجهون الى مجالات الاستثمار المباشر وغير المباشر.

ثانى القرارات هو تخفيض نسبة الاحتياطى القانوني التى يتعين على المصارف إيداعها لدى المركزى الى صفر فى المائة ، يعنى هذا انه غير مطلوب من البنوك ايداع اى ارصدة لدى المركزى كمتطلب الزامى ، ويعنى هذا القرار زيادة السيولة المتاحة للبنوك للإقراض.

القرار الثالث هو أتاحة نافذة جديدة لاقتراض البنوك من المركزى مبالغ لمدة 90 يوما على أساس سعر آلية خصم معينه وهذا الإجراء يهدف الى توفير سيولة إضافية واحتياطية للبنوك تجنبها مخاطر سيولة قد تفرض عليهم نتيجة التصرفات الغير طبيعية لوباء غير طبيعى .

ويبقى السؤال : هل هناك تاثير لخفض الفائدة على الدولار الأمريكى على اتجاه سعر صرف الجنيه المصرى ؟

بالطبع هناك تأثيران كلاهما ايجابى :

أولهما : خفض الفائدة على الدولار سيوسع فارق الفائدة القائم بين الدولار والجنيه المصرى لصالح الأخير وسيساعد ذلك سعر صرف الجنيه ويقلص نسبياً من الضغوط الواقعة الآن على الجنية بسبب ظروف كورونا .

ثانيهما سيقلل ولو نسبياً من حجم خروج موجات دولارية مستثمرة فى أوراق الدين العام نظراً للظروف العالمية الراهنة ، وفى نفس الوقت سيسرع من عودتها مرة اخرى بعد استقرار الأمور .

على الجانب الآخر نتوقع ان تحدو دول اوربا ذات النهج ، وايضا كل دول الخليج التى نتوقع ان تخفض الفائدة على عملاتها بما يقارب واحد فى المائة ، ونعتقد ان ذلك سيدعم استقرار تحويلات العاملين المصريين فى الخارج وتحويلها الى جنيهات مصرية .

محمد عبد العال

الخبير المصرفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى